المادة    
  1. ارتداء الحجاب عبادة

     المرفق    
    السؤال: إن كثيراً من القادمين من البلدان الأخرى والذين تفشى الفساد في بلادهم يحاولون إقناع المرأة بأن الاختلاط ليس فيه ضرر، وأن التعود يذهب الشعور بالحساسية ما بين المرأة والرجل، وعلى هذا فإن التعود هو الأساس، فما رأيكم؟ الجواب: إن المرأة المسلمة لا تتحجب لأنها حساسة إذا قابلت الرجل، ولا لأن الرجل حساس إذا قابلها، ولا لأنها خجولة ولم تعتد محادثة الرجال، ولا لأي سبب من الأسباب التي يبرر بها هؤلاء هذه المقولة، ثم إذا بطل السبب بطل الحكم. فالمرأة المسلمة إنما تتحجب امتثالاً لأمر ربها عز وجل، وطاعةً له، واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بذلك، فقد أمر الله تعالى به أمهات المؤمنين ومن بعدهن من باب أولى، فهي تفعل ذلك لأن الله أمر به، ولا وحي بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يأت عن الله خطاب للنساء بأن ما أمرتن به، وما فرض عليكن طيلة أربعة عشر قرناً أصبح اليوم حلالاً لأن الحساسية زالت..! ولا وجود في الكتاب ولا في السنة لذكر الحساسية ولا غيرها، وإنما هذا حكم أنزله الله، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ذكراً كان أو أنثى فعليه أن يكون ملتزماً بأمر الله متمسكاً به.
  2. حكم انشغال المرأة بالتدريس عن تربية أبنائها

     المرفق    
    السؤال: ما حكم خروج المرأة للعمل في حقل التدريس، تاركةً أبناءها في تلك الفترة مع الخادمة، مع أن خروجها للعمل المقصد منه تعليم الفتيات أمور دينهن وتوعيتهن، فهي لا تجد طريقاً للدعوة إلى الله أهم من هذا؟
    الجواب: إن الوضع إذا لم يبن من أساسه على الحكم الصحيح فلابد أن تحدث مشكلات، وحينئذ قد تعالج جزئياً بحلول صحيحة، لكن لا يمكن أن تعالج كلياً إلا بأن يرجع الأمر من أصله إلى وضعه الشرعي الصحيح، فحين تخرج المرأة من بيتها ولو بغرض التعليم العام، ولتعلم بنات أو أولاد الآخرين -إن كان مثلاً في حضانة أو تمهيدي- وتترك أطفالها، فهذا ليس هو الوضع الشرعي الصحيح، هذه امرأة ذات مهنة وذات حرفة، لكن لو أن ذلك حدث في حالات فردية؛ كأن تكون امرأة لا عائل لأبنائها؛ فخرجت عند ذلك لتعلم صبايا وصبيان الآخرين لتعول أبناءها فلا بأس، لكن أن يصبح ذلك نظام الأمة فهذا ليس هو الأصل في ديننا.
    ثم بعد ذلك نبحث عن حلول قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، لكن في ظل هذا الواقع فإننا ندعو هذه الأخت إلى أن تتقي الله ما استطاعت، وأن تبذل جهدها في الدعوة إلى الله، وأن يكون خروجها فعلاً للدعوة إلى الله، وأن تبذل النصح لهؤلاء البنات اللاتي يتعلمن منها.
    ثم في نفس الوقت {كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول} فهذه المرأة مسئولة في بيت زوجها كما صرح بذلك صلى الله عليه وسلم، وأطفالها هم المسئولية الأولى، ويجب أن تحرص عليهم فتعطيهم من وقتها -وإن كان في ذلك مشقة- ما تعلمهم به أمور دينهم، وتحرص على أن تكون المربية غير متبرجة ولا فاسقة، أما الكافرة فلا يجوز أصلاً أن تستقدم إلى بلاد المسلمين، فلابد أن تكون مربيةً مهذبة فاضلة، وإن كانت هذه المربية هي جدة الأطفال فذلك هو الأفضل والأولى، سواء أكانت جدتهم من جهة الأم أو الأب، المهم أن على المرأة أن تتقي الله وتضع الضوابط المناسبة لذلك، وكل إنسان أدرى بوضعه وببيته، حتى لا تضيع المرأة أبناءها في حين أنها تريد نفع أبناء الآخرين.
  3. حكم لبس البرقع

     المرفق    
    السؤال: ماذا ترون في التبرج الخفي، والمتمثل في لبس البرقع عند كثير من نساء المسلمين؟
    الجواب: المرأة الكاسية العارية التي جاء وصفها في الحديث {ونساء كاسيات عاريات} هي على عدة معان في الحديث، ولعل المعنى الأرجح: أن تكون المرأة كاسية متسترة متحجبة ولكنها ظاهرة العورة؛ إما لأن لباسها يشف، أو لأنه يصف، أو ما أشبه ذلك.
    فلبس هذا البرقع بعد أن كان عادةً -ولا سيما في البادية- صار هذه الأيام موضة؛ حيث تلبسه بعض النسوة بطريقة تلفت إليها الأنظار أكثر مما لو كانت سافرة، فتبدي شيئاً من شعر الرأس، وتبدي العينين كاملتين وما حولهما، وتبدي أيضاً أعالي الخدين بصورة فاتنة، فهذه تعد كاسية عارية، ولا يجوز أن يقر هذا الوضع من أولياء الأمور الذين يباشرون ذلك كالزوج أو الأب، ولا من أولياء الأمور عامةً الذين يجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، في المدارس، أو في الهيئات، أو في الشوارع، وما أشبه ذلك.
    هذا مما لا يجوز، وهو نوع من التبرج، وكل ما أدى إلى الفتنة فإنه لا يجوز.
    وعلى المرأة إذا خرجت لحاجة أو ضرورة ألا تخرج متطيبة، ولا تخرج إلا وهي في هيئة رثة لا تلفت النظر، ثم إذا قضت حاجتها فعليها أن تبادر بالرجوع إلى بيتها أما أن تلبس المرأة هذا الزي، وتخرج إلى الأسواق متعطرة خاضغة بالقول عند الرجال الأجانب، فإذا نصحت في ذلك قالت: أنا محجبة، أنا برقعي علي، لماذا لا تنظر إلى اللاتي لا يتحجبن؟! ليس هذا حجاباً، وليس هذا الدين بالهوى.
    فيجب على رجال الحسبة، وعلى الدعاة إلى الله، وعلى أولياء الأمور أن يتفطنوا إلى خطر هذا التبرج الخفي.
  4. حكم إظهار المرأة شعرها وذراعها لمحارمها وحكم تقبيل الأب لابنته

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز للمرأة أن تكشف شعرها أو ذراعيها أو شيئاً من زينتها لأحد من أقاربها غير زوجها؟ وما حكم تقبيل المحرم للمرأة في خدها أو فمها، حيث أن كثيراً من الآباء والأجداد يصر على تقبيل البنت في فمها زاعماً أن هذا من حقه؟ الجواب: المرأة إذا كانت عند محارمها فلا بأس أن يظهر منها الوجه أو القدمان، ولكن المرأة المسلمة والأب والأخ أيضاً يجب أن يحافظوا على السياج الذي يحمي الأسرة عموماً، وإن لم يكن حراماً أن يرى الأب ذراعي ابنته أو ساقيها، ولكن أين الحياء من المرأة المسلمة ومن الأب المسلم ومن الأخ؟! وقد كانت مجتمعاتنا -في القريب- يستحي الرجل فيها أن يرى شعر أخته أو نحرها أو ساقها أو ذراعها. وهذا في الحقيقة مما تهاونا فيه، ولم يكن أصلاً من عادتنا.. فهو يؤدي في النهاية إلى أن يصبح الأمر عادياً بالنسبة لغير المحرم، بل وفي الشارع أيضاً. ونحن لا نقول: إنه يحرم على الرجل أن يرى ساق أخته أو ابنته، ولكن من باب الحياء والتعفف والأدب الذي يجب أن يكون سمة الأسرة عدم حصول ذلك. وأما التقبيل فلا بأس للرجل أن يقبل ابنته، ولكن لا ينبغي التقبيل في الفم خاصة -كما ذكرت السائلة- وإن كان بعض الناس قد يصر على ذلك سواء الرجال أو النساء، وهي من العادات التي لا تنبغي حقيقةً، وإنما لا بأس أن يقبل الرجل ابنته في خدها أو في جبهتها، أما الإخوة فالأولى ألا يفعلوا إلا في حدود ضيقة مثلاً إذا قدمت من سفر أو ما أشبه ذلك، وكلما ترفعت الأسرة وتسيجت بسياج الحياء والحشمة فهو أفضل، حتى من بعض ما قد يكون مباحاً كما أشرنا. أما أن يبتذل ذلك -كما هو الحاصل في بعض المناطق- فيصبح ابن العم وابن الخال و بعض الأقرباء يصافحون أو يقبلون، فهذه مصيبة كبرى ومنكر يجب التحذير منه، ويجب أن يقوم الجميع لمحاربته ولمنعه.
  5. خروج المرأة من بيتها بدون محرم

     المرفق    
    السؤال: أيهما أفضل: جلب سائقي سيارات لنقل المرأة إلى عملها، أم السماح لها بقيادة السيارة بنفسها والذهاب إلى عملها دون اختلاط؟
    الجواب: هذه القضية من جنس القضايا التي تنتج عن وضع غير شرعي نقع فيه ثم بعد ذلك نبحث له عن حل شرعي، فيقول بعضهم: الحل الشرعي هو أن يؤتى لها بسائق، ويقول الآخر: الحل الشرعي أن تقود السيارة بنفسها، والحقيقة لا هذا شرعي ولا هذا شرعي، بل الحل الشرعي أن تبقى في البيت، كيف نخرج عن دائرة الشرع، ثم نبحث عن حلول لمشاكل تنتج عن خروجنا هذا؟!
    إن خروج المرأة من البيت مع غير ذي محرم لا يجوز أصلاً، فلا داعي لأن نبحث مسألة المفاضلة بين قضية وجود السائق أو تعلم المرأة لقيادة السيارة، فكلاهما شر.
    أما إن كان السائق كافراً -ومع الأسف يقع ذلك كثيراً- فهناك عدة محاذير؛ أولها أن الكافر لا يجوز أن يستقدم إلى جزيرة العرب التي نص النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يجتمع فيها دينان، فكيف نرضى أن نستقدم العمال الكفرة إلى بلادنا الطاهرة.. بلاد الإسلام والتوحيد؟!
    وأما ما يترتب على ذلك من الفتن والفساد فحدث ولا حرج، فبمجرد أن تركب المرأة مع السائق وتذهب معه تقع محاذير لا تحمد عقباها، ويجب ألا ينحصر تناولنا للمسألة في كونها مسألة خلوة أو ليست خلوة، فالواقع شيء وما قد نتحدث عنه أحياناً في الفتاوى المجردة شيء آخر، فإن من يغفل الواقع قد يقول: ليست خلوة؛ لأنهم في الشارع، وهناك زجاج في السيارة، فهي مكشوفة.
    ينبغي ألا نغفل الواقع ولا المغريات المصاحبة لخروج المرأة مع السائق.. واقع المسلسلات التي تثير الغرائز، والمجلات الهابطة، والأغاني الخليعة التي قد توجد في السيارة، والتلفزيون وأحياناً قد يكون في السيارة وما أشبه ذلك، مما يثير الشهوة، ويدفع إليها، ويحرض عليها، وما قد يصحب ذلك من كأن يذهبا إلى كفتيريا، أو يدخلا إلى مكان عام، وقد يتطور الأمر فيذهبا إلى بعض الأسواق، وفي أدوار علوية وما أشبه ذلك، أو يذهبا إلى بعض المنتزهات، وكل خطوة تؤدي إلى ما بعدها، حتى تقع المحاذير التي لم نحسب لها حساباً في أول الأمر، ولم تخطر لنا على بال.
    والسبب: هو أنها تركت أمر الله في بادئ الأمر، وخرجت مع هذا السائق الذي ليس لها بمحرم، من غير ضرورة ولا حاجة مؤقتة، بل أصبحت مسألة الخروج مع السائق عندها عادة لا تستطيع الانقطاع عنها.
    أما مسألة تعلم المرأة لقيادة السيارة فهذا قد أثاره بعض أعداء الله، وبعض المتآمرين على المرأة المسلمة في هذه البلاد، ولكن الله تعالى رد كيدهم في نحورهم، وهذا أمر يستحيل أن يطبق -والحمد لله- في هذه البلاد، ولن يرضى به أحد بإذن الله عز وجل، ولو دندنوا في الصحافة أو في غيرها ما دندنوا فلا يمكن أبداً أن يطبق هذا الأمر؛ لأننا بلد يجعل العرض فوق الوظيفة، وفوق الشهادة، وفوق المال، وفوق المنصب، ومهما ألهتنا الدنيا، ومهما استمتعنا في الدنيا بوسائل الترفه، فلن ننسى أبداً أن ديننا وعرضنا أغلى من كل متاع من متع هذه الحياة الدنيا ومن كل ما فيها من مناصب.
    وإن كان هناك أناس ليس لهم دين يردعهم، ولا أصل شريف يمنعهم عن هذا الأمر، فهؤلاء قلة شاذة، وبأي حال من الأحوال فلن يسمع كلام القلة ويترك ويضرب عرض الحائط برأي الأكثرية المؤمنة المتمسكة بالحق، فهذا الأمر لن يكون أبداً، والنقاش فيه نقاش بيزنطي لا معنى له ولا فائدة منه.
  6. ضابط التشبه بالكافرات

     المرفق    
    السؤال: نرى كثيراً من النساء المسلمات يتشبهن كثيراً بالنساء الكافرات في لباسهن وتسريح شعورهن، وإذا أنكر عليهن قلن: نحن لا نتشبه بالكافرات و إنما نقصد التجمل، وخاصة أننا لا نظهر بهذا التجمل إلا أمام النساء.. فما هو الضابط لهذه الأفعال؟ وما هو الحد الفاصل للتشبه من غيره؟ وجزاكم الله خيراً!
    الجواب: التشبه بالكفار رجالاً أو نساءً هو أن يُفعل ما هو من خصائصهم، وهذا يعني أن العادات البشرية العامة التي لا يختص بها قوم دون قوم، ولا دين دون دين، لا تدخل في باب التشبه.
    أما أن يعمد إلى ما هو من خصائص اليهود أو النصارى أو المجوس أو ما أشبههم فتفعله المرأة المسلمة فهذا تشبه، كما أن النية المصاحبة لهذا العمل يتوقف عليها ولو جزئياً الحكم على من قامت به، فمن نوت التشبه بكافرة رأتها في (فيلم) أو في مجلة فهي تأثم للتشبه، ومن تزينت لزوجها عفوياً بزينة أعجبتها لترضيه بها ولم تقصد التشبه فلا بأس، فالنية لها دور في ذلك.
    الأمر الآخر: أنه من العجيب فعلاً أن المرأة تكون في بيتها مع زوجها تفلة وفي ثياب المهنة، ثم إذا أرادت الخروج عند مثيلاتها من النساء تزينت وتجملت وتعطرت، ووقفت لساعة أو أكثر أمام المرآة، وقد تتحجب بعد ذلك، فإذا جلست مع النساء وكشفت عن زينتها، وإذا بها يرى عليها من المساحيق والأصباغ ما يعلم أنه نتيجة ساعة من الوقوف أمام المرآة وما أشبه ذلك.. لماذا؟!
    لماذا لا يتفق النساء جميعاً على أن يدعن هذا، ولا سيما أن الزينة إنما شرعت للزوج في البيت لا عند الخروج، وهذه أول مخالفة.
    والمخالفة الأخرى: أن المسلمات بمثل هذه الأعمال يهدرن الكثير من أوقاتهن وأموالهن.
    فهل الأمة المسلمة اليوم بحاجة إلى هذه الأصباغ حتى تهدر فيها الأموال والأوقات، أم أنها أمة في أمس الحاجة إلى دقيقة من العمر لاستغلالها في طاعة الله، والعمل لبناء هذه الأمة بناءً يغنيها عن الكفار؟
    إن الأمة بحاجة إلى هذا المال الذي يذهب إلى جيوب أباطرة اليهود والنصارى من أصحاب دور الأزياء، فعليك أيتها الأخت المسلمة أن تحافظي على هذا المال، لتجاهدي به.. ولتعيني به المجاهدين.. ولتبني به دوراً للمحتاجين والمعوزين.. ولتساعدي به الذين يريدون الزواج من الذكور أو الإناث.. لتنفقيه في الخير.
    كذلك فإن المفاخرة في اللباس، ومتابعة الأزياء يعد من تقليد الكافرات؛ لأن ظاهرة دور الأزياء هي في الأساس منقولة عن الدول الكافرة، ومتابعة هذه الدور يعد في الجملة تقليداً ومتابعة للكفار؛ والمرأة المسلمة عليها أن تضن بوقتها وبمالها عن أن تضيعه في مثل هذه الأمور.
  7. حكم اعتراض النساء على تعدد الزوجات

     المرفق    
    السؤال: كثير من نسائنا هذه الأيام تأثرن بما يبث في وسائل الإعلام فيما يتعلق بمسألة تعدد الزوجات، حتى إن بعض النساء ينظرن إليها أنها جريمة يرتكبها الرجال، فما هي نصيحتكم إلى تلك الفئة من النساء؟ الجواب: يجب علينا نحن سواء أكنا أزواجاً أو آباءً أو إخوةً أن نوصي أخواتنا وزوجاتنا وأمهاتنا أيضاً ومن نستطيع من المسلمات أن يتقين الله عز وجل، وأن يحذرن من دعاة الضلالة.. الدعاة إلى أبواب جهنم.. في وسائل الإعلام أو غيرها، وأن يتجنبن سخط الله عز وجل بعدم الاعتراض على أحكامه، سواءً المتعلقة منها بالحجاب أو بتعدد الزوجات، أو بأي حكم شرعه الله؛ لأن الاعتراض على حكم من أحكام الله سبحانه وتعالى كفر -عافانا الله وإياكم- والواجب على المسلم أن يسلم لحكم الله سبحانه وتعالى، وتنقاد له نفسه، ويطيع أمر ربه عز وجل. وما كفر إبليس إلا بسبب الاعتراض على أمر الله عندما أمره بالسجود لآدم عليه السلام، فإذا أُمرت المرأة المسلمة بالتحجب فرفضت واعترضت، وقالت: لا يمكن. فهذا من الكفر -عياذاً بالله- إن كان رداً لأصل الحكم! أما التي تعترض على التعدد بدافع طبيعي، بدافع الغيرة.. أو لاعتقادها أن الزوج ليس بحاجة إلى زوجة أخرى، فهذه عليها أن تجاهد رغبتها ما أمكن. أما الاعتراض على أصل الحكم، وأن التعدد في ذاته غير جائر كما يكتب بعضهم في الصحف، وأنه لا يتناسب مع وضع المرأة في القرن العشرين، أو مع وضع المرأة العاملة أو المثقفة أو ما أشبه ذلك -يريدون أن يبطلوا حكماً شرعياً ثبت بنص القرآن الصريح، وبعمل النبي صلى الله عليه وسلم، وبتواتر الأمة أربعة عشر قرناً- فمن قال بذلك وهو عالم بثبوت الحكم الشرعي فإنه بذلك يكفر عياذاً بالله، فالأمر خطير ويجب أن نتنبه له جميعاً، وأن تكون الدعوة هي التي توجه المرأة المسلمة، وأعني بذلك الدعوة إلى الحق، فلا يكفي أن نتكلم عن الظلام، بل يجب أن يكون لنا دور إيجابي في نشر النور، وفي الدعوة إلى الحق بإذن الله.
  8. واجب الأم تجاه أبنائها الذين لا يصلون

     المرفق    
    السؤال: امرأة لها أولاد بالغون، والمشكلة أنهم لا يصلون الفريضة، غير أن والدهم يصلي، لكنه لا يصلي مع الجماعة، وقد نصحتهم كثيراً ولا تزال تنصح لهم ولن تيأس من رحمة الله، فهل يلحقها إثم في ذلك؟ وله لها أن تفارق زوجها بالرغم من أ نها قد أنجبت منه أكثر من عشرة أبناء، وما هي نصيحتك لها؟ الجواب: لا شك أن من ترك الصلاة عامداً متعمداً فقد كفر، سواء كان يقول: أنا أقر بوجوبها أو لا يقول ذلك؛ لأن الحكم الشرعي متعلق ومنوط بالترك كما هو معلوم من منطوق الحديث، فمن ترك الصلاة فقد كفر، والتربية مسئولية كبرى على الأم وعلى الأب وعلى المدرس وعلى المدير وعلى المجتمع بأكمله. وهذه الأخت تحتاج إلى أن يقوم زوجها بواجبه ليعينها حتى يصلي أبناؤها، كما يجب عليه هو أن يصلي جماعة، وأن يكون قدوةً لأبنائه، ويمكن لهذه المرأة أن تستعين بالأقارب الأخيار، فقد يكون لها أخ أو لزوجها إخوة أخيار صالحون يعينونها على نصيحة هذا الزوج وعلى نصيحة الأبناء. وعلى أية حال فليس عليها إلا أن تبذل وسعها ولا تيأس، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. وأما ضياع هؤلاء الأبناء فلا شك أن المسئولية فيه تقع على عاتق الأب أولاً، ثم على المدرسين الذين يدرسونهم ثانياً، ثم الدعاة ثالثاً ثم المجتمع عموماً. وأنصح هذه المرأة ألا تفارق زوجها، بل تصبر عليه ما دام يصلي، وتحثه بكل وسيلة ممكنة على أن يصلي مع الجماعة، وهي حين تبقى ستنصح أبناءها ما أمكن، وستبعد عنهم الشر ما أمكن.. ونسأل الله تعالى أن يعينها ويعين كل ساعٍ إلى الخير.
  9. واجبنا نحو ما ينشر من فساد تجاه المرأة المسلمة

     المرفق    
    السؤال: إن كثيراً من الصحف والمطبوعات التي تصل إلينا تدعو إلى تحرير المرأة في هذا البلد الطيب، هل من توضيح وتوعية للناس حول هذه القضية المهمة؟
    الجواب: إن المؤامرة على المرأة المسلمة أمر مخطط له، وقد حوصرت المرأة المسلمة في هذه البلاد؛ لأنها حيثما اتجهت لا تجد إلا ما يدعوها إلى الشر، فحين تغزونا الصحف الأجنبية، يقال: هذه صحف أجنبية، ولا نستطيع أن نمنع صور النساء فيها.
    هناك أمر ملكي بمنع صور النساء في الصحف السعودية، ومع ذلك قد ينتهك هذا الأمر أحياناً؛ لأن من لا يخاف الله عز وجل فلن يبالي بأوامر البشر.
    أيضاً هناك وسيلة خبيثة لجأ إليها أعداء الله, وهي: أنهم لما رأوا أن المرأة السعودية لا يمكن أن تدعى إلى ترك دينها وحجابها من داخل البلاد؛ لأن الأنظمة هنا تمنع مثل ذلك والحمد لله، أنشئوا صحافةً سعودية في الخارج، فهناك مجلات وصحف تصدر في الخارج، والمخاطب فيها هو المرأة السعودية، وعندما تقرؤها تشعر أن المقصود بهذه المجلة وبهذا الكلام والمخاطب هو المرأة السعودية، وإن كانت تصدر في باريس أو لندن أو قبرص أو أي بلد، وهذا من المكر والتخطيط؛ لأن هذا البلد يعد آخر معقل للإسلام، ولأنه المركز الذي منه تنطلق الصحوة الإسلامية بفضل الله عز وجل، وحول قيادته العلمية تلتف الصحوة الإسلامية في كل مكان بفضل الله عز وجل؛ ولهذا يريدون أن يهدموا هذه القلعة حتى لا تكون للإسلام قاعدة ينطلق منها.
    وإذا كانت الأفلام والمجلات والمفاسد كثيرة، فما الذي قدمناه نحن لمنع هذه المفاسد؟
    من منا زار رئيس تحرير إحدى الصحف التي فيها هذه الملاحق وكلمه بأسلوب علمي مقنع، وقال: هذا لا يجوز، وهذا مخالف لأمر الله أولاً، ثم لأمر ولي الأمر في هذه البلاد ثانياً، ووعظه وذكره بالله؟ ومن منا التقى بالمحرر الأدبي في هذه الملاحق، ونصحه وذكره بالله؟
    يجب أن نفعل ذلك، فلو أن هذا يتصل، وذاك يكتب، لوجدنا أثر ذلك على تلك الملاحق، ويجب أن يشارك الشباب من الذكور والإناث في الكتابة الهادفة الجيدة في هذه الصحف.
    قد يقول قائل: قد ترفض هذه الصحف نشر مقالاتي، فنقول: إذا رفضت فخذ المقالة واذهب إلى مدير التحرير وقل: لماذا رفضت مقالتي؟ ألأن ما فيها إسلامي؟! إن هذه الصحف تصدر من هذا البلد، وتعيش على أموال هذا البلد، فيجب أن يكون منهجها وطرحها موافقاً ومراعياً لخصوصية هذا البلد.
    ولكن بسبب إهمالنا نحن يأتي جاهل مهزوم فكرياً، وإنسان عاش في الغرب، فيطيش قلمه ويكتب ما يشاء فينعق معه الناعقون، ولو كان لأهل الحق وقفة، وهم -والحمد لله- الأقوى والأكثر، ومعهم -والحمد لله- النظام فضلاً عن أن دين الله عز وجل ونصره وتوفيقه معهم، لما انتشر هذا الشر الذي نراه قط.
    فيجب علينا نحن الدعاة وطلبة العلم أن يكون لنا دور إيجابي في إنكار هذه المنكرات، ونحرص أن نقدم لهم النصيحة، وأن نقدم لهم التوجيه، وأن نكتب محذرين من خطر هذه المؤامرة الشرسة، وهذا الحصار الذي يضرب على المرأة المسلمة في هذه البلاد الطاهرة، وهي والحمد لله أعف وأطهر المجتمعات في الدنيا، فلا يجوز لنا أن نترك هذا الكيان الكبير العظيم يتهدم أمام أعيننا، وأعداء الله ينخرون في بنائه ونحن لم نقدم البديل العملي.. فهل هذا ناتج عن عجزنا؟ لا والله. إن الأقلام المسلمة أكثر وأذكى من الأقلام غير المسلمة، ولكن هذا الأمر ناتج عن تهاونا.
    فلو أن كل واحد منا رصد ملحقاً من الملاحق، وبين ما فيه من الخطأ، ثم ذهب بنفسه إلى الجريدة وكلم المسئولين فيها وناقشهم، فسنرى نتيجة إيجابية بإذن الله، ولو استنكر عشرة أو خمسة منا -ولو بالهاتف- كل صورة خليعة، أو كل صورة فيها امرأة، لوجدنا أنها في اليوم الثاني لا تظهر؛ لأن النظام صارم، ويمنع نشر صورة امرأة في أي صحيفة ومجلة سعودية.
    أما المجلات غير السعودية فقد منع منها أكثر من عشرين مجلة خليعة والحمد لله، ولو كان هناك جهود وتعاون ونصيحة لمن يهمه الأمر في أجهزة الرقابة، فقد تمنع البقية إن شاء الله؛ وهذا ممكن، لكن بالأسلوب الحكيم، وبالدعوة إلى الله، وبالصبر على ما نلاقي في سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
  10. وجوب الصبر على تغيير العادات المخالفة لشرع الله

     المرفق    
    السؤال: من العادات التي قد اعتدنا عليها في منطقتنا عادة الاختلاط بين الرجال والنساء، وعائلتنا مكونة من مائة وعشرين شخصاً يختلط فيها النساء مع الرجال، وقد اعتزلتهم لغرض هجرهم، مما جعلهم يقولون لي: إن هذا دين جديد! أرجو إرشادي في هذا الأمر ولكم جزيل الشكر.
    الجواب: لابد من الصبر، فهذا الدين ما قام إلا على الصبر، وحين بعث الله الأنبياء والرسل أمرهم بالصبر فتدرعوا به في سبيل تبليغ رسالتهم، فظفروا بما أرادوا، وقد قال الله تبارك وتعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ))[القلم:48] لأنه لم يصبر عليه السلام، فلابد من الصبر؛ لأن هذا الدين لا يقوم إلا به.
    وعلى هذه الأخت أن تجتهد في أن تقيم دينها، وأن تتمسك بحجابها، وأن تصبر على الأذى، وأن تبذل النصيحة للآخرين، وكيف يتحول الناس من المنكر إلى المعروف إلا بهذه البداية، وبشخص يصبر ويتحمل المضايقات، ثم يتلوه آخر.. ثم ثان.. ثم ثالث.. ثم رابع.. حتى يعم الخير وينتشر؟! أما إذا تهاونا وتركنا هذا الأمر، فإنه لن تقوم للمعروف قائمة، وسيبقى المنكر هو السائد؛ فعليك أن تحتسبي عند الله ما تلاقين من الأذى، وأن تصبري وتجتهدي في الدعوة والنصح لهم.
    والصحوة الإسلامية أصبحت منتشرة في كل بيئة وفي كل مكان، وأرجو الله تعالى أن تصل إلى هذه الأسرة أو إلى هذه العائلة وإلى كل عائلة وبيت لترجع إلى ربها، وتثوب إلى رشدها، وتعلم مقدار وفداحة الخطأ الذي ارتكبته في أيام الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، والتقليد لأعداء الله سبحانه وتعالى.
    ونسأل الله الهداية لهذه الأسرة ولجميع الأسر، إنه سميع مجيب.
  11. التحذير من الانشغال بكرة القدم

     المرفق    
    السؤال: أنا شاب أشجع نادياً رياضياً، فإذا انهزم ذلك النادي لعنت النادي الذي هزمه، وهذا يصدر عني بدون قصد، فهل هذا حرام؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
    الجواب: المشكلة هنا ليست هي اللعن فقط؛ بل المصيبة أنك جعلت ميلك القلبي -الذي هو أغلى ما عندك- مع الكرة، وهذا القلب الذي خلقه الله سبحانه وتعالى ليكون معموراً بمحبته، وبالتقرب إليه، وبمناجاته، وبصلته، وبمحبة الأنبياء والصالحين والمجاهدين والأخيار، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ومتعبداً بمعاداة الكفار والمجرمين والعصاة والمفسدين، هذا القلب الذي خلق لكل ذلك، جئت أنت وجعلت محبته تدور مع اللهو واللعب، وجعلت عداوته تدور مع اللهو واللعب.
    فالخطأ الكبير الذي وقعت فيه -غفر الله لك- أنك جئت إلى أفضل عضو جعله الله لك، وفضلك به على كل المخلوقات -هذا القلب، وهذا العقل والفكر والذهن- فشغلته بغير ما خلق له، وإن من الظلم أن يوضع الشيء في غير موضعه.
    وأنت قد ظلمت نفسك ظلماً كبيراً حين جعلت محبتك وبغضك يدوران مع الكرة حيث دارت، ولا يدوران مع أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأين محبة الله ورسوله؟ وأين الشاب المسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به}؟!
    فيا أخي إذا سئلت عن عمرك وعن شبابك وأجبت بأنك في التشجيع، فماذا تتوقع؟
    أتتوقع أن تفتح لك أبواب الجنة، وأن تستقبلك الملائكة؟!
    فكيف يكون هذا حال شبابنا، وكيف يقبل من أمة تحاصر وتحارب من كل جهة، ويكاد لها من كل جهة، وشيطانها من داخلها يؤزها، والموت ينتظرها وهو آتٍ وكل آتٍ قريب، وأمامها الصراط والقيامة، وأمامها هذه الأهوال، ثم تذهب لتشارك أمم الكفر والضياع -التي لا تعرف رباً ولا آخرةً ولا رسولاً ولا كتاباً ولا سنةً ولا قرآناً- ضياعها واستهتارها بأوقاتها.
    أين الاهتمام بالعمر؟!
    هل يدرك الشباب المسلم قيمة الزمن والعمر؟!
    وهل عرف أن هذه الدقائق المهدرة هي عمره الذي إذا مضى فإنه لا يعود إلى يوم القيامة.
    إن الذي يضيع الوقت في متابعة المباريات قد أضاع -والله- العمر الثمين في اللهو، بدل أن يعمره بذكر الله وطاعته أو ما ينفعه في دنياه، وهذا على خطر، فكيف بالذي يبلغ به الأمر إلى أن يلعن عياذاً بالله! مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ليس المؤمن باللعان} فهذا دليل على أن إيمان اللعان ضعيف.
    ونسأل الله الهداية لنا ولهذا الأخ ولكل مسلم، وأن نكون على بصيرة من أمرنا، وألا يشغلنا اللهو واللعب، ولهذا وصف الله تعالى الدنيا في آي من كتابه بأنها لهو ولعب، فالله المستعان!!
    إذا كان من المذموم في ديننا الاشتغال بالعمارات والقصور والشوارع والحدائق وما أشبه ذلك، وهي من المباحات، فكيف بالذي يشتغل باللهو الذي هو لهو في الحقيقة، كالكرة وسائر الألعاب التي تضيع العمر، وقد تشغل عن طاعة الله سبحانه وتعالى؟!
    فيجب على أمة القرآن وأمة الإسلام أن تترفع عن هذا العبث، وألا تنساق وراء المجرمين الذين يزينون لها ذلك ويجعلونه من باب الانتماء لفريق أو الانتماء للوطن، أو التقليد لأمم الكفر، فهذه الأمة جاءت لتقود الأمم، لا لتكون تابعة لها.
  12. الرد على من يجوز كشف الوجه والكفين للمرأة

     المرفق    
    السؤال: كيف نرد على القائلين بضرورة كشف الوجه والكفين، حيث يأتون بأحاديث ونصوص نحسبها صحيحة، فأفدنا؟ ثم ما رأيك في انتشار ظاهرة استعمال الدائرة التلفزيونية أو ما يسمى بالحجاب الإلكتروني في التعليم والمحاضرات والأمسيات الأدبية والشعرية وجزاكم الله خيراً؟
    الجواب: أما ما يتعلق بمسألة كشف الوجه، فلابد أن ننظر أولاً إلى من يقول ذلك، فإن كان الذي قاله عالم تقي تحرى وبحث في الأدلة من الكتاب ومن السنة وخرج برأي: أن المرأة لا يجب عليها أن تغطي وجهها إلا عند الفتنة؛ لأن جميع المسلمين يقولون: إذا حصلت فتنة وجب على المرأة أن تغطي وجهها، فإن كان كذلك فهذا له جواب، وإن كان ممن يدعو إلى السفور.. لا يلتزم بأوامر الله في ذات نفسه، وقد لا يصلي ولا يطبق السنة، ثم يأتي ليكتب في الجرائد: كشف الوجه ليس بحرام.. فهذا الذي نصّب نفسه عالماً مفتياً -وليس فيه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم شيء- كلامه مردود من أصله، وهو جزء من المؤامرة الشيطانية على المرأة المسلمة.
    أما الأول فجوابه هين، ونرد عليه بأن النصوص التي يوردها إما غير صحيحة وإما غير صريحة، فإن كانت غير صحيحة بينا له أنه لا يُحتج إلا بالصحيح، وإن كانت صحيحة لكنها غير صريحة فيجب أن يعلم أن كل نص قد يدل على عدم تغطية الوجه فهو قبل نزول الحجاب، وسورة الأحزاب ما نزلت إلا بعد غزوة الأحزاب -الخندق- وقبل ذلك كان المجتمع المسلم يتدرج في تطبيق أحكام هذا الدين بحسب نزولها شيئاً فشيئاً؛ ففي أول الإسلام كانت المرأة لا تغطي وجهها، فأي حديث ورد في عدم وجوب تغطية الوجه وكان صريحاً صحيحاً فهو متعلق بتلك المرحلة، ولا يمكن أن ننسى أبداً أن التواتر العملي في هذه المسألة موجود، فمنذ أربعة عشر قرناً والأمة الإسلامية تطبق الحجاب عملياً، ولم تكن أحكام الحجاب مجرد نص، بل كانت عملاً توارثته الأجيال، وتلقاه التابعون عن الصحابة، ثم أخذه أتباع التابعين... إلى هذا اليوم.
    فكيف يقال: كل هؤلاء كانوا متمسكين بشيء خطأ مهما قيل من النصوص؟!
    إن أول امرأة خرجت في مصر - ونزعت حجابها كانت امرأة محجبة تغطي وجهها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التمسك بالحجاب من المسلمات في المجتمع المسلم.
    ومما يدل على ذلك أن أمان الله خان ملك أفغانستان لمّا جعل زوجته تتبرج لم يلبث إلا يسيراً حتى سقط، وجاء كمال أتاتورك اليهودي وألغى الحجاب وفرض العلمانية في تركيا حتى يعزل المجتمع التركي عن العالم الإسلامي، ورغم ذلك فقد رجعت المرأة التركية للحجاب والحمد لله.
    إن أهل الغزل إذا ذكروا المرأة فإنهم إنما يبدءون بالوجه، وإذا جاء الخاطب لينظر إلى المرأة فإنما ينظر إلى الوجه والكفين، فإذا كان الخاطب يرى وجهها وكفيها في كل مكان، فما الحاجة إلى الحض على هذا النظر عند الخطبة؟! وإذا كان الله تعالى قد أباح للمحَرم أن يرى الوجه والكفين، فما الذي يمنحه عن سائر الرجال الأجانب؟! ولماذا قال الله تعالى: ((لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ))[الأحزاب:55]؟! لماذا يخصص الآباء والأبناء وأبناء الإخوة ما دام كل الناس يرون الوجه والكفين؟!
    كيف نتجاهل هذه الأمور جميعها؟!
    ولا أريد أن أطيل في هذه المسألة؛ لأن كثيراً من العلماء والدعاة -والحمد لله- كتبوا وتكلموا في هذا الأمر، وخصصت كتب ومحاضرات لدحض شبهات هؤلاء، لكن أكتفي بالإشارة، وأؤكد على أن بداية المؤامرة تبدأ بالدعوة إلى كشف الوجه، ولا تنتهي إلا بأفلام ومسارح التعري والرقص المشين الخليع، وهكذا.
    أما فيما يخص الدائرة التلفزيونية، فإن المسألة يقع فيها شيء من الخلط. إنه يجب أن يكون هنالك جامعة أو أكثر للبنات، بحيث ينفصلن تماماً عن الرجال، وهذا هو الحق الذي يجب أن يكون.
    أما بالنسبة لكلية التربية للبنات فإن لها نظامها المستقل تماماً، فإذا وجدت دائرة تلفزيونية بحيث يبنى لها مبنى مستقل ويأتي الشيخ فيلقي المحاضرة في ذلك المبنى، ومن ثم تنقل عبر الدائرة إلى الصالات، فهذا لا بأس به إن شاء الله، على أن تكون بصفة مؤقتة ريثما تتخرج الخريجات اللاتي يقمن بالدور المطلوب في تدريس من يأتي بعدهن.
    وبالرغم من كل ما سبق فيجب ألا نغفل أن القضية مرجعها إلى الأصل، والأصل أن المرأة لا تخرج من بيتها إلا لحاجة أو ضرورة، وأن تعليمها يجب أن يختلف عن تعليم الرجل أيضاً.
    إلا أن هذا الأمر لا يجوز أن يكون ذريعة لإقامة أمسيات أدبية يشترك فيها الرجال والنساء، ولا يفصل بين الفريقين إلا قطعة قماش تنصب بينهما، ثم تقوم المرأة وتلقي قصيدتها، يرد عليها الرجل بحجة النقد الأدبي المجرد، وإذا قيل لهم في ذلك، قالوا: هذا شبيه بما في الجامعات، فنقول: ليس هناك وجه للمقارنة، فما يحصل في الجامعة -بالرغم من عدم إقراري عما فيه- له ضوابط وقواعد، بعكس هذه المحافل التي لا تدعو إليها ضرورة تعليمية أو غير ذلك.
    فعلينا أن نحارب مثل هذه الحوارات الأدبية الدخيلة على مجتمعنا، وندعو ولاة الأمر إلى منعها وعدم السماح بإقامتها.
  13. حكم اللباس القصير والشفاف للفتيات الصغيرات

     المرفق    
    السؤال: إن مما ابتلي به كثير من الناس -وقد خفي ضرره مع الأسف على كثير من الناس حتى على بعض من يعدون أنفسهم من الصالحين- ظاهرة اللباس القصير للفتيات الصغيرات من عمر سنة إلى سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، ويقولون: إنه ليس به بأس، رغم أن هذا يؤدي إلى تعويد الفتاة منذ الصغر على كشف العورة، فنأمل النصح للآباء والأمهات والإخوان في ذلك. الجواب: هذه من القضايا الخطيرة التي يعيشها المجتمع ولا يأبه لها كثير من الآباء، في المسجد الحرام وفي رمضان تجد الأم متسترة كلها وبرفقتها بانتها البالغة من العمر خمس سنوات أو أكثر، وهي تلبس آخر التقليعات الأمريكية والفرنسية.. فكيف يستساغ مثل هذا التناقض في مجتمعنا المسلم؟ وكيف تخرج الفتاة مع أبناء عمها ومع أبناء خالها، ومع الناس بهذا اللباس، خاصة في الأعياد والمناسبات، ويقال: ليس هناك بأس فهي ما زالت صغيرة، وإذا كبرت تحجبت. فإذا بها تقترب من العاشرة وما فوق ذلك وهي ما زالت على تلك الحال سبحان الله! لابد أن تربى الفتاة وكذلك الفتى على الأخلاق، وعلى الحشمة، ولا ينبغي أن يعد الحجاب عادة اجتماعية تتخذها الفتاة عند سن معينة، بل هو أمر ديني شرعي، يجب أن نحتاط له من الصغر، وأن تعلم الفتاة المسلمة قيمة وأهمية الحجاب، حتى يكون دافعها إلى ارتدائه الشوق والامتثال لأمر الله، لا التقليد والعمل بالعادات الاجتماعية. فالحقيقة أن التربية الإيمانية المتكاملة يجب أن تبدأ من الصغر، وشكر الله لمن نبه إلى ذلك وأرشد إليه.
  14. خيركم خيركم لأهله

     المرفق    
    السؤال: هناك كثير من الأزواج لا يحسنون إلى زوجاتهم، ويبقونهن داخل البيوت على مدار السنة، كما وأنهم لا يؤدون ما هلن عليهم من الحقوق، فما نصيحتكم لهؤلاء الأزواج؟
    الجواب: هناك فرق بين الحقوق وبين القرار في البيت، فلعلي أركز كلامي على القرار في البيت.
    أولاً: يجب على الأخت المسلمة أن تعلم أن قرارها في بيتها ليس تسلطاً من أحد، بل هو نعمة من الله عز وجل، وفضل وتكريم منه عز وجل لها، فعليها أن تحمد الله أنها لم تضطر إلى الخروج للعمل ومخالطة الناس، فبقاؤها في البيت هو الأصل، وإن كان الزوج ممن يرضى بزوجها، فالأفضل لها أن لا تخرج إلا لما يستدعي الخروج، فهذا شيء يجب أن تعلمه الأخت المسلمة، ولا تعترض على من يأمرها به.
    لكن لا يجوز للزوج أن يتعسف أيضاً فلا يخرجها -مطلقاً- إلى قريب أو إلى ذي رحم تزوره، ولا يصحبها إلى مكان لا اختلاط فيه، فيستحب في حقه أن يخرج بهم إلى مكان آمنٍ وبعيد عن أنظار الأجانب.
    وقد يقع من الرجل تقصير في حق أهله، وهذا لا ينبغي أن يقع لا منا ولا من غيرنا، بل الواجب أن نحسن إليهن، وأن نحاول بقدر الإمكان أن نوسع عليهن بوسائل الترفيه الصحيحة والسليمة، لكن لا يصل الأمر إلى حد أن يسمح لها بالخروج كما تشاء.
    أما ما قالته الأخت فيما يتعلق بالحقوق الأخرى، فإن الله تعالى جعل للرجل على المرأة حقوقاً، وجعل لها حقوقاً عليه في العِشرة، وفي الإنفاق، وفي الرحمة، وفي الرأفة فيما بينهما، فلابد أن يعطي كل ذي حق ما عليه من الحق للمقابل، ولابد أن نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى كما قال في الحديث القدسي: {يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا} فلا يجوز للزوج أن يظلم الزوجة وهي عانية -أي: أسيرة لديه- وإنما هذه نعمة أنعم الله تعالى بها عليه، وجعلها من آياته سبحانه وتعالى التي يجب على الإنسان أن يذكرها ويتذكرها فيحسن إليها، وخيركم خيركم لأهله، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال في حسن معاملته للزوجة، وللخادم، وفي رفقه بمن يعاشره صلى الله عليه وسلم.
    فيجب أن تكون سيرته صلى الله عليه وسلم هي القدوة التي نقتدي بها جميعاً.
  15. عقيدة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده

     المرفق    
    السؤال: ذكرت في معرض كلامك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وقد كثر الكلام حول المذكورين، فما رأيك فيهما من ناحية عقيدتهما؟ وهل لهما جهود في خدمة الإسلام أم لا؟
    الجواب: على كل حال نحن لا يهمنا الأشخاص بأعيانهم، فقد قدموا على ربهم وأفضوا إلى ما قدموا، ولكن عندما نتعرض إلى أي أثر سيئ لأي شخص فلا يجوز أن نكتمه مراعاة لذلك الشخص؛ لأن الحق عندنا فوق الرجال، ومن هنا قد نتعرض لسيرة بعض الناس بل لابد أن نبينه.
    أما الأفغاني فهو رجل رافضي تلبس بلباس السنة، وسمى نفسه الأفغاني رغم أنه إيراني الأصل، وهو رجل باطني يقول بوحدة الأديان، كما أنه عميل للسياسة الإنجليزية، وتلقن علومه في بلاطات ملوك أوروبا، فهو رجل -نستطيع أن نقول- لا صلة له بالإسلام.
    وأما الشيخ محمد عبده فإن لديه مواقف يُعرف منها الغيرة على الدين، والحرص على أوضاع المسلمين، ولكن هناك جوانب صريحة وقطعية في سيرته تدل على خلل في عقيدته، منها أنه تعلم اللغة الفرنسية ليعرف القوانين الفرنسية، ثم جاء بهذه القوانين الفرنسية وأقامها وطبقها بنفسه في مصر يوم أن كان رئيساً لمحكمة النقض ومفتياً للبلاد، وكان من دعاة خروج المرأة وسفورها، هذا لا شك فيه، وكان أيضاً في عقيدته أقرب إلى منهج المعتزلة وفي بعض الأمور إلى منهج الفلاسفة، ومن ذلك أنه يرجح أن البعث لا يكون بعثاً جسدياً، وإنما بعث وحشر روحي، وهذا ما حققه المحققون في دراستهم لتعليقه على الحاشية العضدية، وغير ذلك من الضلالات التي نسأل الله العفو والعافية.
    وعلى أي حال: إذا تعرضنا لأي أمر من أمور الدين والعقيدة، فلا مجاملة لأحد كائناً من كان، ولا ننظر إلى البشر، وإنما نراقب الخالق سبحانه وتعالى.
  16. إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

     المرفق    
    السؤال: نرجوا بيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن من الشباب المتمسك بدينه من يلاحظ وجود تقصير لديه في هذا الجانب. الجواب: ما من أحد منا إلا وهو يعلم أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إلا أننا نشكو من وجود انفصام بين ما نتعلمه، وبين دعوتنا إلى ما تعلمناه على أرض الواقع، فطالب العلم -مثلاً- يعلم من الآيات والأحاديث وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن في ذات الوقت منشغل ذهنه بطلب العلم؛ فيحرص على طلب العلم، وحضور حلقات الخير، وفي أثناء ذهابه وإيابه يرى مكاناً تباع فيه أشرطة الغناء فلا يأمر ولا ينهى، ويرى مكاناً تباع فيه أشرطة الفيديو فلا يأمر ولا ينهى، ويمر في أثناء ذهابه لأداء الصلاة في المسجد، بتاركي الصلاة فلا يكاد يكلمهم.. شيء عجيب! أيصبح علمنا كعلم أحبار اليهود عياذاً بالله؟! لا يمكن لمن يعتقد العقيدة الصحيحة إلا أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مجاهداً في سبيل الله بيده وقلمه ولسانه في كل ميدان بما يستطيع، إذا كان هناك شاب متمسك بالسنة، يتعلم العلم الشرعي، ولا ينكر المنكر، فليراجع نفسه في عقيدته، ولا أقول في سلوكه -لأن من مقتضيات العقيدة الصحيحة اللازمة إنكار المنكر حسب المستطاع، ونحن بفضل الله في مجتمع نستطيع أن ننكر فيه المنكر بوسائل كثيرة ومتعددة ومتنوعة قد تتعدى أحياناً اللسان إلى اليد في مواضع، فمدير المدرسة ينكر المنكر باليد في مدرسته، والأب ينكر المنكر باليد في البيت، والمسئول ينكر المنكر باليد في الشارع، وغير ذلك. هكذا يجب أن نحيي هذه الشعيرة العظيمة التي من الله بها علينا، وبها كنا خير أمة أخرجت للناس. فلا ينكر أن في طلبة العلم تقصيراً في هذا الجانب، وترك لهذا الأمر وكأنه خاص بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والهيئة على ضعفها وقلة إمكانياتها تواجه تحديات من كل جانب، فإذا تُركت أبواب الشر مفتوحة فإنك مهما ربيت نفسك، فإن التيار سيجتاحك، فيجب أن يكون هناك سدود لمنع الشر والفساد، ويجب أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سمة ومنهجاً عملياً لكل مسلم.. في الطائرة.. في السيارة.. في الشارع.. في كل مكان بحسب الإمكان وبحسب الوقت والأحوال.
  17. معنى نقصان عقل المرأة ودينها

     المرفق    
    السؤال: كيف تكون المرأة ناقصة عقل ودين؟
    الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال ذلك بينه في نفس الحديث، قال: {أما نقصان دينها فإنه يمر عليها الأيام لا تصوم ولا تصلي} فهي تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة، وهذا هو المقصود من نقصان الدين عند المرأة.
    وأما نقصان العقل فإن شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم.
    وما قد يقال عن التركيب العضوي للمرأة، وأنه يبين أن الجمجمة لدى المرأة أصغر منها لدى الرجل أو أن الجسد أصغر.. فهذه الحقيقة لا تهمنا في هذا الخصوص، ولا يهمنا أن يثبت أو لا يثبت، فليست هذه هي القضية، إنما القضية أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الكون يقوم على الزوجية، وهذه الزوجية بها ينتظم أمر هذا الكون؛ وقد قال تعالى: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى))[الليل:1-2] ثم قال: ((وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى))[الليل:3] هذه إشارة إلى هذه الزوجية الموجودة؛ ليل نهار.. ظلام ونور.. عاطفة وعقل، فالمرأة ميزها الله سبحانه وتعالى عن الرجل بالعاطفة، وبهذه العاطفة تحيا الإنسانية، ولو أن الأمهات في قسوة قلوبهن كالآباء فلن تصلح الحياة، فمن نعمة الله عز وجل أن جعل المرأة تتحلى بالعاطفة مقابل عقل الرجل وحزمه.
    فهل نقول: إن العاطفة شر والعقل خير؟ لا. بل العاطفة خير، والعقل خير، وكل منهما زوج للآخر، تقوم بهما الحياة إذا كانت وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى.
    كما أن أحداً لا يقول: الليل أفضل من النهار، أو النهار أفضل من الليل، فلا مقارنة، فهذا فيه خير وذاك فيه خير.. هذا فيه مصلحة وذاك فيه مصلحة، وهكذا.
    إن ما في المرأة من نقص طبيعي جبلي خلقي، إنما جعل فيها لحكمة، وهو ميزة لها؛ فمن غير المعقول بل من الإجحاف والظلم أن تأتي وتختلق لها طبيعةً خلقية كالرجل.. ومن هنا كانت الإنسانية سعيدة بالمرأة وبالرجل، والله سبحانه وتعالى جعل هذا التمايز والتكامل أصل البشرية، فقال عز وجل: ((وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً))[النساء:1] فبقيت القاعدة الإنسانية تقوم على هذه الزوجية، فليس ذلك عيباً في ذاته أبداً، ولكن العيب يأتي من صاحب العاطفة أو صاحب العقل إذا استخدم عاطفته أو عقله في غير ما شرع الله، وبخلاف ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  18. واقع المرأة وما وصلت إليه من جهل هو تبعة الجميع

     المرفق    
    السؤال: ألا ترى أن لعلماء المسلمين الدور الأكبر فيما وصل إليه واقع المرأة اليوم، حيث إنهم لم ينشئوا المؤسسات الدعوية التي تتربى فيها المرأة، ولم يعدوا نساء لديهن القدر الكافي من العلم الشرعي، يلتقين بالنساء في بيوتهن أو في المسجد؟ ثم ألا تعد هذه الوسائل مما يعين على إصلاح النساء؟ وهل لنوادي الروتاري دور في إفساد المرأة؟
    الجواب: يجب أن نعلم أنه ليس من خُلق الأمة المسلمة ولا طلبة العلم الطعن في العلماء أو الحط من شأنهم، أو تحميل العلماء ما لا يطيقون.
    لكن إن قلت لي: إن هناك تقصيراً من الدعاة والعلماء وطلبة العلم في حق المرأة في الدعوة إلى الله في مجال المرأة، فنحن نسلم بذلك، فالتقصير حاصل في مجال المرأة وغير المرأة، لكن لا نقول: العلماء هم السبب. فالعلماء أوقاتهم محدودة، لكن من هم جنود العلماء إلا أنا وأنت، فإذا أنا وأنت قلنا: العلماء ما فعلوا شيئاً، فإننا نكون كمن يلقي التبعة على غيره وهو المسئول أيضاً عن ذلك، فالعلماء -وبالذات علماء هذه البلاد- لهم من الجهد والخير وإنكار المنكر الشيء الكثير.
    أما أن الأمة بجميعها مقصرة في جوانب فهذا حاصل، وعلى العلماء تبعة في ذلك، وأنا وأنت علينا التبعة الكبرى؛ لأننا نعيش الواقع أكثر من العلماء، ومشاغلنا أقل منهم، ويجب علينا أن يكون لنا دور في مجال الدعوة وغيرها، وأن توجد داعيات مخلصات صادقات في المنتديات النسائية الشرعية، مع مراعاة أوجه القصور والسعي في تقويمها، وهذا كله ضروري.
    أما نوادي الروتاري فهي نواد ماسونية، والماسونية تستغل المرأة وتدعو إلى هدم الأخلاق، ولا يخفى ذلك على أحد، ويكفي أن نقول: إن للماسونية الدور الأكبر والأخطر في هدم الفضيلة، ونشر الفساد، وإن صالون الأميرة نازلي -الذي أشرنا إليه- والذي انطلقت منه البذرة لما يسمى بتحرير المرأة كان من المنتديات الماسونية، وكان بعض أعضائه أعضاء في المنظمات الماسونية، ويشهدون المحافل الماسونية جهاراً، وأندية الروتاري وأمثالها هي مراكز لنشر الأفكار والعقائد الماسونية.
  19. الغربيون وحرصهم على إفساد المرأة المسلمة

     المرفق    
    السؤال: نرى هذه الأيام اهتماماً كبيراً بأمور النساء وآرائهن، ومتابعة أخبارهن من قبل إعلاميين، واستيراد مجلات للمجتمع فيها إفساد للمرأة، فهل لا يوجد من يتصدى لهذا الأمر؟! أو ما هو الحل وفق الله الجميع؟
    الجواب: أخبركم عن تجربة أخبرني بها بعض الإخوة الفضلاء، هذا الأخ أراد أن يرصد هذه المؤامرة رصداً عملياً، فاشترى عدداً من الصحف الموجودة في البقالات والمكتبات، وعمد إلى صفحات التعارف والمراسلة في هذه المجلات، وأخذ يحصي عدد المراسلين، ثم أخرج نسبة السعوديين والسعوديات منهم.
    يقول: وصلت إلى نتيجة مذهلة! أكثر من ثمانين -وأحياناً تسعين في المائة- من المراسلين والمراسلات من السعودية، مجلات تأتي من كل البلاد، يقول: قلت: لا يمكن أن يكون هذا إلا غزواً مقصوداً ومتعمداً لهذه البلاد، ثم ألا يمكن لهذه الصحف أن تختلق أسماء وتنسبها إلى هذا البلد أو ذاك؟
    المهم أنه لا شك أنه يوجد استدراج وعمل دوري لكي تقع هذه البلاد الطاهرة الطيبة في حبائل الرذيلة، فنحن في بلد أنعم الله علينا بنعم عظيمة جداً تحسدنا عليها كل أمم الدنيا؛ منها الإيمان وهو أعظم نعمة، ومنها التوحيد في حين أن العالم يعج بالشركيات إلا من رحم ربك، ومنها الرخاء والعالم يعيش في فقر وتعاسة وشقاء إلا من كان مستدرجاً بنعمة مثلنا، ومنها الأمن والعالم يعيش في خوف وإجرام فظيع! وخاصة العالم الغربي الذي يعيش حالة من الفوضى والإجرام.
    الغربيون إذا جاءوا إلى مطاراتنا في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل فإن أحدهم لا يصدق أن بإمكانه أن يركب سيارة أجرة ويذهب بها إلى أي مكان بمفرده، سواء أكان ذلك في الرياض، أو في جدة؛ لأنه في مدينة مثل نيويورك أو فرانكفورت لا يستطيع أن يذهب إلى أي فندق في تلك الساعة المتأخرة من الليل مثلاً.
    أشياء كثيرة جداً أنعم الله بها علينا، فلذلك نحن مستهدفون محسودون، وقد بينت تقارير نشرت في أكثر من صحيفة أن الموساد -المخابرات الإسرائيلية- قام بتجنيد مجموعة من البغايا اليهوديات في المخابرات، ليوضعن في أوكار الدعارة والزنا في بانكوك وأمثالها وهن يحملن وباء الهربس أو الإيدز لينقلنه إلى الشباب السعودي والخليجي الذي يذهب إلى تلك البلاد، ومثل هذا نشر في الجرائد السعودية، وما خفي كان أعظم.
    والسؤال الذي يجدر بنا أن نطرحه: أين التصدي والمقاومة لهذا الغزو؟ وهل نحن على مستوى المعركة؟ وهل لدينا من المقاومة ما يكافئ هذه الجهود العظيمة التي تبذل لغزونا؟ وهل نصدق أن التنصير يغزو بلادنا بطرق غير مباشرة، وبوسائل لا تخطر ببالنا؟
    إن الغزو جاءنا من كل جهة، وكم أتلقى رسائل من الإخوة الذين يقولون: إن الرسائل تصلهم من مصادر مختلفة، ومن هذه الرسائل ما يدعو للاشتراك في أندية القمار، وأندية التعارف في جميع أنحاء العالم، ومنها ما يدعو للدخول في دين النصرانية، وجهات معينة تبعث بالرسائل والأناجيل لشرائح مختلفة من المجتمع، وخاصة شريحة الشباب والفتيات.
    فمن العجب أن تكون الأمة مستهدفة ومحاربة إلى هذا الحد، بينما تضيع أوقات أبنائها في مواد إعلامية فارغة وتافهة! والله لسنا على مستوى المعركة؛ ولهذا فإنه إن لم نتدارك أنفسنا بإيمان صادق، وبأوبة وتوبة إلى الله، وبعمل جاد مستمر، فنخشى أن يدركنا العدو ونحن لم نعمل شيئاً؛ لأن التخطيط جاد ومستمر لإفسادنا والقضاء علينا، وكلنا على ثقة بالله عز وجل أنه سينصر هذا الدين، فلنكن إذن من المشاركين في العمل لهذا النصر، ومن السابقين الأولين إلى إقامة هذا الدين بإذن الله.
  20. حكم خروج النساء إلى المسجد متعطرات

     المرفق    
    السؤال: هناك بعض الأخوات -هداهن الله- يأتين إلى المسجد وهن متزينات متعطرات، وقد غفلن عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. فما رأيك؟ الجواب: هذا لا يجوز، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرهن أن يخرجن تفلات، أي: غير متعطرات ولا متزينات، إنما تخرج إحداهن في هيئة مبتذلة لا تثير، وإذا تزينت المرأة عند خروجها للمسجد فقد خالفت وعصت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كانت خرجت لخير، وهي بذلك تكون قد عصت النبي صلى الله عليه وسلم في الوسيلة وإن كانت محسنة في الغاية والمقصود.
  21. إذا تقدم لخطبة المرأة شاب يصلي ولكنه يسمع الأغاني

     المرفق    
    السؤال: ما حكم رفض المرأة الزواج من غير الملتزم بحجة أنه يسمع أو غير ذلك؟ الجواب: على كل حال لا يجوز للمرأة أن تختار -ولا لوليها أن يختار لها- إلا من يرضى دينه وأمانته، ولا أن يرضى بمن لم يكن من أهل الديانة والأمانة؛ لأن الأصل هو اختيار صاحب الدين والخلق والأمانة الكفء. لكن في حالات معينة لو أن رجلاً يسمع الأغاني مثلاً، إلا أنه محافظ على صلاة الجماعة، فهذا فيه خير كثير لكن فيه هذا الفعل، فإن ظنت الأخت المسلمة أنها لو وافقت على الخطبة بشرط أن يترك هذه المعصية لتركها، أو أن ذلك وسيلة للدعوة، وأنها تستطيع أن تؤثر عليه فلا بأس. أقول هذا لأن واقعنا مرير، ولأن المعاصي قد انتشرت، ولأن الإقبال على الزواج أصبح ضعيفاً أيضاً؛ فننوه إلى هذا الجانب، وإن كان خلاف الأصل فإذا اطمأنت الأخت وأولياء أمرها إلى أن الزواج قد يصلح من شأن هذا الرجل فلا بأس، مع دوام النصيحة، ومع اشتراط المناسبة التي يظن أنها ستساعد في إصلاح هذا الشاب.
  22. حقيقة اعتزال أهل الفن

     المرفق    
    السؤال: ما مدى صحة الخبر القائل برجوع بعض الفنانات المصريات واعتزالهن الفن ورجوعهن إلى الحجاب؟ الجواب: الخبر صحيح، وليس هذا بعجيب، إنما العجيب أنه إذا تهتكت النساء، وخرجن على القيم وتحللن من الدين وهن مسلمات، كان هذا طبيعياً، فإذا رجعت منهن واحدة أو اثنتان أو ثلاث تعجبنا. إن الأصل في المسلم أنه يتوب، والأصل في الأمة المسلمة أن تتوب إلى الله وإن عصت ربها عز وجل. إذا كانت المرأة تبيع عرضها وشرفها لكل ساقط، ثم تركت ذلك.. فلا يستغرب ذلك، إنما المستغرب هو حال أولئك النسوة اللاتي ما زلن يعشن في العفونة والرذيلة ولم يتبن، وهذا ما يجب أن نتحدث عنه ونناقشه، فعندما قامت فلانة وفلانة بترك الغناء واعتزلن الفن في أوج الشهرة، جاءنا من يقول: إن ذلك كان بسبب أمراض نفسية، أو خشية المنافسة. أو: أن فلانة أرادت أن تعتزل وهي في أوج الشهرة حتى لا تضعف، وقال بعضهم إن ذلك كان بسبب عامل السن... وفوق كل ذلك يأتي من يعرض عليهن ملايين الجنيهات ليعدن إلى ما كنّ فيه. وقد تاب عندنا بعض المطربين، وعرضت عليه أيضاً مئات الألوف من الريالات ليعود.. سبحان الله! فأصبحنا نتعاون على الإثم والعدوان! فكيف يكون حال مجتمع يحتاج إلى القرش والجنيه ويعرض ملايين الجنيهات على امرأة كانت فاسقة لتعود إلى فسقها، ولتنشر الرذيلة..؟! ما تأخر نصر الله عنا إلا لهذه الحال التي نحن عليها. فالحمد لله التوبة والعودة إلى الله حاصلة في كل حين وفي كل مكان، وأنا أقول: لو أنه وضعت أساليب وبرامج جيدة للدعوة إلى الله بحكمة في النوادي الأدبية، وفي الأماكن التي قد يجتمع فيها الفساق لأثمرت تلك الجهود، ولأدت إلى أن يتوب كثير منهم بإذن الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم يعانون من لهيب المعصية ويخوضون في مستنقعات الرذيلة التي يعيشون فيها، أما نحن فإننا نعيش والحمد لله في نعيم قد لا نحس به، ألا وهو نعيم الهداية، فالواجب علينا السعي لاستنقاذ هؤلاء العصاة؛ لأننا بإنقاذهم من هذه الرذائل، قد نكون سبباً لإنقاذهم من النار بإذن الله سبحانه وتعالى. أسأل الله جل وعلا أن يجزل لنا المثوبة، ويجعلنا من المستمعين للقول المتبعين لأحسنه، وأن يجعل ذلك في ميزان أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.